الاصل فى علم قلة الاصل

 

 

 

الاصل فى علم قلة الاصل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هكذا قال السيد المسيح له المجد فى الموعظة على الجبل

 

هل يجتنون من الشوك عنبًا أو من الحسك تينًا. هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا جيّدة. وأما الشجرة الرديَّة فتصنع أثمارًا ردية. لا تقدر شجرة جيّدة أن تصنع أثمارًا رديَّة. ولا شجرة رديَّة أن تصنع أثمارًا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيّدًا تُقطَع وتُلقَى في النار. فاذًا من ثمارهم تعرفونهم

 

 

و حول هذا الكلام العظيم سنتحدث و ربما يعتقد البعض اننى سألقى موعظة دينية او تفسير للاية و لكنى على العكس تماماً سأتحدث فى مقالتى بشكل علمى خالص و يتفق الى حد كبير مع نظريات العلم الحديث و بالخصوص نظرية التطور لداروين و لنبدأ الحديث عن قلة الاصل فى النفس البشرية و نحاول ان نكشف الستار عن اسبابها و نقرأ كلمات السيد المسيح و نحاول ان نفهم ما بين الحروف و ما الذى كان يعنيه من مقولته و حتى نفهم المعانى و المقصود منها يجب

اولا ان نحلل و نربط بين الفلسفة و بين النظريات العلمية

 

 

نبدا و بدون اطالة من هنا

 

هل يجتنون من الشوك عنبا

 

الشوك هو نبات قائم بذاته و العنب هو نبات اخر و كل نبات له صفاته الجينية المختلفة و الشوك له لون و رائحة و طعم مختلف و ايضاً العنب له صفات مختلفة فى اللون و الطعم و العنب و هل كان السيد المسيح يقصد ان الانسان من بنى البشر لهم صفات مختلفة عند ولادتهم مثل النباتات و بغض النظر عن البيئة المحيطة بهذا الانسان

 

نحن نعلم و تحدثنا و تحدث العلم و النظريات حتى شقت رأسنا نصفين ان الانسان هو ابن البيئة و الظروف و هو مولود جميل و برئ و لا يوجد انسان شرير من بطن امه و السؤال المطروح الان هل هذا صحيح , هل كل البشر مولودين سواسية , هل كل بنى الانسان متساويين فى الخير و الشر عند ولادتهم و ما هو الدليل على هذا و غالبية البشر يولدون مختلفين فى اللون و الجنس و يحملون امراض و صفات مختلفة عن بعضهم البعض فلماذا نعتقد و نؤكد ان كل البشر مولودين متساويين فى الخير و فى حسن النية

 

كما قال السيد المسيح الشجر الجيد يصنع ثمر جيد و العكس صحيح  و الشجر مثله مثل بنى الانسان توجد شجرة جيدة و شجرة رديئة  و من ثمارهم تعرفونهم و من اعمالهم تعرفونهم

 

اسألوا الفلاحين فى الحقول و فى المزارع عن الاشجار و النباتات الفاسدة و اسألوا الامهات عن الاجنة الساقطة و ستعرفون ان كل شئ ليس على ما يرام كما يتخيل البعض اذهبوا الى السجون و الى المستشفيات و شاهدوا افعال الطبيعة الفاجرة

 

 

لا يخفى على احد قوة العوامل الجينية و الوراثية و كيف تؤثر فى الانسان و فى مولود الانسان و نحن نرى كثير من الناس يولودون و بهم عيوب فى اجسامهم و فى عقولهم و نجد اطفال يولدون و بهم امراض مثل القلب و السكر و امراض الدم و السرطان و غيره من الامراض التى تصيب الانسان و نجد ايضاً اطفال يولدون و لديهم امراض عصبية و ذهنية مثل امراض التوحد على سبيل المثال او مرض الصرع

 

 

و برغم كل هذه الامراض فنحن و العلم و المجتمع و البيئة يعتبر كل هذه الامراض اشياء طبيعية و لها عوامل وراثية و يتقبلها الجميع و لا نخجل منها و نتعامل مع هذه الامراض كأمر واقع و كحقيقة معترف بها و لا مجال لأنكارها

 

و لكن عندما نرى انسان شرير او عديم الرباية او بخيل او ندل او قليل الاصل نقول فى الغالب ان عوامل البيئة المحيطة و المجتمع الذى تربى فيه هو الذى صنع منه هذا الانسان الشرير

 

 

لماذا لا نعتبر الشر و الخيانة و قلة الاصل فى الانسان مرض يولد به الانسان مثل مرض السكر مثلا و على العكس من الناحية الاخرى نجد ان فعل الخير و حب البشر و الانسان و الطبيعة هى صفات يولد بها الانسان و هى صفات طبيعية و غير مكتسبة

 

 

صحيح و صحيح جداً ان الانسان هو ابن البيئة و ان الانسان يتأثر كثير بالبيئة و بالعوامل المحيطة به و قد شرحت هذا بالتفصيل فى مقالة الانسان الطفل الشجرة و لكن السؤال الاهم الآن , هل يولد الانسان صفحة بيضاء لنكتب عليها ائ شئ ام انه يحمل بعض الصفات التى لا يمكن تغييرها و هذه الصفات الموجودة فى الانسان عند الولادة و هى تماما مثل بقية الامراض الاخرى

 

 

ما هو التفسير العلمى مثلاً للبخل و على حد علمى و تجربتى ان اغلب البخلاء لم يولدون من اب و ام بخلاء و ربما كان العكس صحيح و الكل يعلم انه يوجد ما يعرف بمرض البخيل او بمرض البخل و ان هذا المرض ليس له علاج و ان بعض مواليد انسان يأتون الى الدنيا و يحملون معهم صفات البخل و لا تفسير و حل للسر حتى الان

 

 

 

نتحدث مثلاً عن الشر بشكل عام و ليس تفصيلاً فهناك بعض الاشخاص مولودون و يحملون معهم قليل من صفات الشر ولا تستطيع مهما فعلت و حاولت ان توجد لهم بيئة نقية و مجتمع سليم فلا يمكنك ان تنزع منهم هذه الصفات الشريرة , اليس هذا صحيحا , هل لاحظتم هذا فى علاقتكم بالاخريين , هل التقيتم بأشخاص و قضيتم عمركم كله تحاولون ان تجعلوهم طيبون متسامحون و لكنكم فشلتم فى تغيرهم

 

 

سؤالى الى الاب و الام هل وجدتم بين ابنائكم و منذ الطفولة طفل طيب و طفل شرير , طفل عدوانى و طفل مسالم , هل وجدتم طفل يحب الخير للاخريين و يعطى و يساعد كل من حوله و وجدتم طفل اخر من ابنائكم يضرب اخوته و يكسر العاب اخوته و يأخذ ما ليس له و انانى و طماع و غيور , و لو كان الجواب بنعم فأعلموا جيداً ان هذا ليس خطأ منكم و انما هذا الطفل قد ولد و جاء الى الدنيا بهذه الصفات و لن تستطيعوا تغييره

 

 

سؤالى الى الاخوة و الاخوات هل لديكم اخ او اخت فيهم الكثير من الانانية او البخل او قلة الاصل , هل لديكم اخ كان يحاول دائماً ان يحصل على كل شئ ولا يريد ان يترك ائ شئ لبقية اخوته و كان غيوراً جداً و حتى حنان امه حرمكم منه و اخذه كله لنفسه , و اذا كان الجواب بنعم فأعلموا ان هذا الانسان لديه هذه الصفات مع الولادة ولا يمكن تغييره ابداً

 

 

هل لديكم اخ بخيل جداً جداً ولا يعطى ابدًا ابداً و كل الموجود فى قاموس لغته هى كلمة الاخذ فقط و حاولتم مراراً و تكرارا ً ان تعطوه و تكرموه حتى يتغيير و يترك بخله و لكنكم فشلتم و اذا كان الجواب بنعم فتأكدوا ان الخطأ ليس منكم وليس من طريقة معاملتكم لهذا الاخ ولانه بكل بساطة قد ولد و يحمل جينات البخل و الانانية

 

 

كل هذه الاسئلة نطرحها و نحاول الاجابة عليها من خلال الواقع و من خلال البشر المحيطين بنا و لكن حتى نوضح كلامنا و نؤكده عمليا و علميا يتوجب علينا ان نذهب الان الى عالم الحيوان و هناك سنجد الدليل على ان كلامى صحيح مائة فى المائة

 

 

فى عالم الحيوان و عالم الحيوان يمثل الطبيعة الاصدق و هو الوجه الاخر و العقل الباطن للانسان و فى عالم الحيوان سنجد و بكل بساطة نفس النظرية التى تحدثنا فيها فلو ذهبنا مثلاً الى عالم الاسود سنرى اختلاف الصفات الوراثية بين اسد و اخر و سنجد اختلاف وراثى فى الصفات فى عالم الطيور ايضاً و فى عالم الكلاب سنجد كلب طيب و كلب شرير و على الرغم من انهم جميعهم كلاب

 

 

الدارس و المتأمل لعالم الحيوان لن يجد حيرة او استغراب فى حياته مع البشر فعالم الحيوان و كما قلت هو الوجه الحقيقى للانسان و بدون قناع و بدون خداع , فنحن نجد مثلاً انواع من الحيوانات لا تأكل الا فريسة حية مثل الصقر و الانسان يعجبه هذا ويرى فى الصقر رموز العزة و الكرامة و نجد طيور اخرى مثل النسور تأكل اللحوم الميتة و العفنة و لو طبقنا هذه الصفات على الانسان نستطيع ان نطبقها على صفات الشرف و الشهامة و النبل , فيوجد انسان شريف مثل الصقر و يوجد انسان خسيس مثل النسر و النسر ربما يأكل من فريسة حيوان اخر و لكن الانسان الصقر لا يمد يده الى طعام غيره و نكتفى بهذا القدر فى الحديث عن العوامل الوراثية و احب ان انتقل و نتطور فى الحديث الى مرحلة اخرى

 

 

 

قال السيد المسيح من ثمارهم تعرفونهم و ماذا يعنى هذا الكلام

 

تستطيع و بكل سهولة ان تراقب كل انسان فى حياتك و تحكم عليه من خلال اعماله و الاعمال هى الثمار و هى الحصاد و لو كانت اعمال هذا الانسان جيدة فلابد انه انسان عظيم و لكن لو كانت اعماله فاسدة و قذرة و شريرة فهو و بدون ادنى شك انسان قذر و فاسد و شرير و عندما تنظرون الى اعمال الاشخاص لابد ان تتجردون من كل حياز و تحكمون على الشخص بكل حيادية و تضعون كل اعماله فى الميزان ولا تنخدعون بحديث اللسان ولا بحلاوة المذاق ولا حتى جمال المنظر فهو  فقط عمل الانسان و افعاله هى التى تحدد ما اذا كان شجرة جيدة او شجرة رديئة و لكن من الجائز ان يكون هذا صعبا على بعض الناس و سأحاول فى حديثى ان اضع لكم بعض المعايير و الشروط حتى اسهل عليكم طريقة الحكم على الناس و كيف نستطيع ان نطبق مقولة من ثمارهم تعرفونهم

 

 

 

سأكتب لكم بعض الصفات الرديئة و لو وجدتها فى انسان يجب عليك و بدون اى تفكير ان تقطع علاقتك معه و تبتعد عنه تماماً ولا تعود و تحاول ان تغييره او تصلحه مهما كان هذا الشخص حتى لو كان ابوك او امك

 

 

الانسان الخائن عديم المرؤة و الشرف

الانسان البخيل

الانسان الانانى الذى يفكر فقط فى نفسه

الانسان المتعجرف سريع الغضب و الذى يرفض الحوار

الانسان عديم الثقة فى نفسه الغيور و الذى يرى كل من حوله اعداء له

الانسان العنيف العدوانى و الذى يأخذ دائماً طريق العنف لحل مشاكله مع الاخريين

 

 

نكتفى الان بهذه النقاط الست و نتحدث عنها نقطة نقطة

 

الانسان الخائن عديم المرؤة و الشرف

 

الخيانة هى و تزال اعظم الجرائم و اعظم الخطايا و اقذر و اوسخ ما يمكن ان يفعله انسان فى حق انسان اخر و انا شخصيا ً ارى ان القتل و العنف اشرف و افضل من الخيانة و برغم انى لا ادعوا ولا احب العنف و لكن العنف و جرائم القتل توجد فيها فى بعض الاحيان شجاعة و مواجهة مع خصمك و مع عدوك و لكن جريمة الخيانة هى الغدر و الخداع و الطعن من الخلف و جريمة الخيانة هى اقذر و اوسخ الجرائم التى عرفتها البشرية و هذا لأنك لا تعطى عدوك فرصة للدفاع عن نفسه و الخائن هو اضعف المجرمين لأنه لا يستطيع مواجهة خصمه او عدوه و لهذا يستغل فرصة نوم خصمه و يدس له السم او المخدر فى الطعام و بعدها يقوم بربطه و تعليقه و تقطيع جسده قطعة قطعة

 

الخائن لا امان له حتى لو كانت خيانته مرة واحدة و السبب ان الخائنون يجدون دائماً المبررات لخيانتهم

 

الخائن يجد دائماً العذر و المبرر على خيانته و لكن الصادق و الشريف لا يخون و يختار الطريق الصعب و الطريق الصعب هو طريق الصراحة و المواجهة

 

لسنا بحاجة الى الخيانة و لكننا فى حاجة الى الصراحة و المواجهة و التحدث الى الاخريين بكل وضوح و نتحمل كل النتائج و هذا ما يفعله الشرفاء و لكن الخونة يهربون من المواجهات و يوجودون الاعذار و الحجج و يخونون احبابهم و اصدقائهم

 

لو كانت لديك زوجة لا تحبها و لا تريد العيش معها فلا تخونها مع امرأة اخرى و لكن عليك ان تصارحها و تتحمل النتائج و تكون شريفاً و محترماً

 

لو كان لديكى زوجاً لا تحبيه و تريدى الانفصال عنه فلا تخونيه ابداً و تعطى لنفسك المبررات انه زوج دكتاتورى او انه زوج لا يسمع او غيره من المبررات المعتادة و لكن عليكى مصارحته و تطلبين الانفصال عنه و تتحملين النتائج مهما كانت كبيرة

 

لا يجب ان نستسلم ابداً لمفهوم الخيانة و نقول لأنفسنا ان الاخريين هم من دفعونا الى خيانتهم , فالخيانة هى فعلك انت و الغدر هو منك انت و الاخريين مخدوعين ولا يستحقون منك هذا الغدر ابداً

 

الخائن يقوم بالخيانة لانه خائن و ليس لانه مدفوع او مجبر على الخيانة و لكم ان تبطقوا هذا على حياتكم فكلنا دائماً و برغم كل الظروف يوجد لدينا اختيار اخر و لكننا فى الاغلب الاحيان او فى كل الاحيان نختار ما يحلو لنا و ما يتناسب مع شخصيتنا

 

الخائن و جميع الخونة كان لديهم اختيار اخر غير الخيانة و لكنهم اختاروا الخيانة لانها هى اختيارهم الشخصى و هى التى اعجبتهم و اختاروا الخيانة لانها كانت مريحة و لذيذة و ممتعة

 

الخيانة بالنسبة للخونة هى متعة و راحة

و هى شقاء و عذاب للشرفاء

الخائن يحب الخيانة و يجدها مثيرة و جذابة

و الشريف يراها كابوس مرعب يفقده النوم و الراحة

 

و لهذه الاسباب جميعا فلا امان للخونة و الخائنين ابتعدوا عنهم مهما كانت اعذارهم ولا تعودوا تتعاملوا معهم

الخونة هم مرضى بمرض الخيانة ولا علاج لهم

 

 

الانسان البخيل

 

من هو البخيل

البخل و قلة الاصل هم وجهان لعملة واحدة و قلة الاصل هنا تعنى عدم المرؤة و الشهامة و عدم المرؤة و الشهامة تعنى فى قاموس العرب ان الشخص عديم المروة و الشهامة هو الشخص الذى لا يمد لك يد العون و المساعدة وقت الحاجة و الضيق و ليس هذا فقط فهو ايضاً الشخص الذى يستغل حاجتك و ضيقك و مرضك و يضغط عليك وقت شدتك

 

البخيل عديم المرؤة و الشهامة يعطيك المال و يعود يطلبه منك اضعاف اضعاف و لا ينظر الى فقرك او مرضك

البخيل عديم المرؤة و الشهامة لا يدخل الى بيتك بهدية ثمنها خمسة قروش

البخيل يدخلك الى بيته و يطعمك من ارخص الاطعمة و اسؤاها

البخيل لا يعطى ابداً ابداً ابداً

البخيل دائماً يأخذ ولا يعطى ولا فائدة من اصلاحه

 

لا تعطى ابداً للبخيل عديم المرؤة فلا يمكن ابداً اصلاحه و مهما اعطيته سيظل بخيلاً و لن تحصل منه على ائ شئ فهو بخيل و عديم المرؤة و الشهامة و من الممكن ان يبيعك فى سوق العبيد لو عادت هذه التجارة الى عالمنا مرة اخرى

 

البخيل هو اقرب الى النخاس تاجر الجوارى و العبيد و كل شئ عنده للبيع و الشراء و هو لا يعرف المبادئ ولا القيم ولا الاديان هو يعرف فقط المال و الماديات و لكنه فى اغلب الاحيان منافق و مخادع و مثله مثل كل الاشرار يجد دائما ً مبررات و اسباب منطقية لبخله و قلة اصله

 

ابتعدوا عن البخيل حتى لو كان ابوك او اخوك او عمك او خالك فلا فائدة منهم

 

 

الانسان الانانى الذى يفكر فقط فى نفسه

و كما ان مرض الخيانة و مرض البخل هو اصيل فى الانسان فإن مرض الانانية هو ايضاً اصيل فى الانسان و الانانى يحب نفسه فقط ولا يفكر الا فى مصلحته فقط و ربما يكون الانسان الانانى اجتماعى و له مجتمع كبير من الاصدقاء و لكن هو يجمع الاصدقاء من حوله فقط للاستفادة منهم و لأستغلالهم

 

كلمة انانية هى مشتقة من كلمة انا و هى تعنى حب الذات و لكن ليس عيباً او خطأ ان تحب ذاتك و لكن لابد ان تحب الاخريين ايضاً عندما تحب نفسك و الانسان الطبيعى يحب نفسه اولاٍ و بعده يحب الاخريين و الانسان الطبيعى يحب نفسه اكثر من الاخريين و اما الانسان الانانى يحب نفسه فقط ولا يحب ائ انسان اخر و الانانى لا يعرف معنى الحب ولا يعترف به فهو فقط يعترف بالمصالح و الفوائد التى يحصل عليها من الاخريين

 

سؤالئ الى حضرات القراء هل تعرفون شخص انانى , هل يوجد فى حياتكم انسانة انانية تفكر فقط فى نفسها و فى مصالحها و تستغل الاخريين فى كل شئ حتى المشاعر

 

الانسان الانانى يأخذ منك كل شئ ولا يعطيك شئ

الانانى يأخذ منك المال و الهدايا و لا يعطيك شئ

الانانى يأخذ منك الوقت و الاهتمام و عند احتياجك له يدير لك ظهره

الانانى يأخذ منك كل طاقتك و مجهودك و اثناء مرضك يتركك وحيداً

الانانى يأخذ منك الحب و الحنان و يكون جافاً معك و لا يبادلك ائ حب ولا مودة

 

 

الانانية تأخذ ولا تعطى ابداً ولا فائدة من مصادقة انسان انانى يعيش فقط لنفسه ولا يفكر فى الاخريين من حوله ولا حتى يفكر فى العالم المحيط به من بيئة او حيوانات او طبيعة و نجد فى اغلب الاحيان الاشخاص الانانيين هم جامعين للمال و مستهلكين شرسين لطاقة الاخريين و لتعبهم و لاموالهم

 

نبتعد عن الانانى لان الانانية مرض لا يمكن الشفاء منه ابداً

 

 

 

الانسان عديم الثقة فى نفسه الغيور و الذى يرى كل من حوله اعداء له

 

هذا الانسان نجد فيه العديد من الصفات السيئة و اهمها قلة ثقته بنفسه و شعوره انه ناقص و انه اقل من الاخريين و هذا النقص يدفعه دائماً الى سباق و صراع دائم ضد الاخريين حتى يثبت لنفسه و يثبت لمن حوله انه الافضل و الشعور بالنقص يوجد الغيرة من الاخريين و الغيرة من الاخريين التى نتحدث عنها هى الغيرة المرضية و ليست الغيرة الصحية التى تولد روح التنافس الشريف و التحفز للنجاح و لكن الغيرة المرضية ان يطلب الانسان لنفسه كل ما يملكه الاخريين

 

يوجد رجل مريض بمرض الغيرة و لا توجد عنده ثقة فى نفسه و يحاول دائما ان يحصل على ائ امرأة يقع نظره عليها حتى لو كانت هذه المرأة مع رجل اخر و هذا حتى يثبت لنفسه انه رجل كامل مكتمل الرجولة و انه افضل من هذا الرجل الاخر زوج هذه المرأة

 

و بنفس الشكل توجد امرأة غيورة و تريد ان تثبت لنفسها و للاخريين انها تستحق ان تحصل على افضل الرجال و تقوم بالنظر الى ازواج صديقاتها و محاولة ايقاعهم فى حبها لاشباع رغبتها فى انها افضل النساء على وجه الارض

 

و سؤالى الان اليكم هل صادفتم هذا النوع من الرجال و النساء فى حياتكم

 

الغيرة المرضية و عدم الثقة بالنفس توجد لدى الانسان شعور دائم بالنقص و تجعل الانسان فى حالة عداء مستمر مع الاخريين و الشخص المريض بالغيرة يرى كل ما عند الاخريين هو ملكية خاصة به ولابد ان يدخل فى معركة و حرب قوية للحصول على كل ما عند الاخريين و الذى يعتقد انه من حقه هو

 

 

الانسان الغيور عديم الثقة بنفسه لا يشبع ابداً حتى لو كان لديه كل شئ فى هذا العالم فشعوره الدائم و المستمر بالنقص يعطيه المبرر للحصول على المزيد

 

لو كان الغيور رجلاً و عنده اجمل و افضل امرأة فى العالم فلن يقنع و لن يكف عن محاولاته بالايقاع بمزيد من النساء لانه يعتقد دائما انه يوجد الافضل و الاحسن و هذا الافضل هو من حقه هو ولابد ان يحصل عليه

 

لو كانت المرأة غيورة ستكون دائماً فى حالة بحث دائم عن الرجل الافضل فى العالم و لن يقنعها ولن يشبعها ائ رجل ترتبط به حتى هذا الرجل التى هى قد اختارته بنفسها فلن يكون ابداً كافى بالنسبة لها فهى تعتقد ان النساء الاخريات لديهم رجال افضل من رجلها و ستظل تطارد هؤلاء الرجال حتى اخر يوم فى حياتها

 

 

و الغيرة المرضية و عدم الثقة فى النفس ليست فى المشاعر فقط و لكن ايضاً موجودة فى المال و فى الملابس و فى اثاث المنزل و فى الوظيفة و موجودة بين الاخوة بعضهم البعض ايضاً

 

سؤالى اليكم الان هل كلامى منطقى و صحيح و هل موجود فى حياتكم

مرض الغيرة و عدم الثقة بالنفس هو مرض موجود فى الانسان عند ولادته و لا يمكن علاجه

ابتعدوا عن هؤلاء الاشخاص ولا تحاولوا ابداً تغيرهم او اصلاحهم لان هذا المرض هو مرض اصلى و ليس صفة مكتسبة

 

 

الانسان العنيف العدوانى و الذى يأخذ دائماً طريق العنف لحل مشاكله مع الاخريين

 

سنتحدث الان عن النقطة السادسة و الاخيرة من الصفات السيئة الموروثة فى الانسان و هى العنف

جميعنا نعلم ان العنف يأتى بالعنف و ان هناك جزء ليس قليل من الناس يستخدمون العنف لانهم تعرضوا إلى العنف فى مراحل حياتهم المختلفة و تعلموا و تعودا ان يحلوا و يواجهوا مشاكلهم بالعنف

 

و لكن عندما نتعامل برفق و حب و مودة مع انسان عنيف و نظهر له كمية كبيرة من التفاهم و نقدم له الكثير من الطرق و الحلول السلمية لحل مشاكله و لكنه و برغم كل هذا يترك كل هذه الوسائل و الافكار السلمية و يتجه الى العنف و العدوانية فيجب وقتها ان نعلم انه مولود عنيف و يحمل صفات العنف من قبل ولادته

 

لا يمكننا ابداً ان نظل طوال عمرنا نحاول ان نغير فى شخصية انسان هو نفسه لا يريد ان يتغير

هناك عدد كبير من الاشخاص الذين يلجاؤن الى العنف كانت لديهم اختيارات اخرى غير اختيار العنف و لكنهم و بكل حرية و هم فى كامل قواهم العقلية قرروا و اختاروا طريق العنف لحل مشكلاتهم

 

العنف فى حد ذاته هو ليس حل و انما هو اشباع لشعور مريض داخل الانسان

فعندما يلجأ الانسان الى العنف فهو لا يفكر فى الحل و لكنه يقوم بأشباع رغبته المريضة فى ممارسة العنف

اغلب الاشخاص اللذين يمارسون العنف توجد لديهم مبررات ان العنف كان هو الطريق الوحيد امامهم و لكن هذا غير صحيح على الاطلاق و دائماً ما يكون لدى الانسان اختيار اخر او عدة اختيارات و لكن و كما ذكرت سابقاً ان الانسان غالبا ً ما يتجه الى الاختيار الذى يناسبه و إلى الاختيار الذى يشبع رغبته و يشعره بالسعادة الكاملة

 

 

العنف ليس طريق لحل ائ مشكلة و لكنه طريق سعادة و انتقام من الشخص مرتكب العنف و هو يعلم ذلك جيداً و لكنه دائماً يأتى بالأعذار و المبررات حتى يعذره الاخريين

 

العنف ليس فقط جسدى و لكن يوجد اشخاص عنفهم لفظى و معنوى

العنف الغير جسدى يكون فى العدوانية و عدم رغبة هذا الشخص فى عمل حوار منطقى مع الاخريين

يوجد عدد كبير من الناس لا يمكنك اجراء ائ حوار او نقاش معهم بسبب عدوانيتهم فى الحديث و فى النقاش

 

 

العدوانية و العنف الجسدى و المعنوى هو مرض اصيل جداً جداً فى الانسان و قد ورثناه من الجينات الاولى لاجداد الانسان الاول ولا يوجد له ائ علاج و لا يمكنك اصلاح او تغيير انسان عنيف و نصيحتى لكم ان تبتعدوا عن هؤلاء الاشخاص بقدر استطاعتكم

 

 

 

الان تحدثنا عن اصل ستة صفات سيئة و موروثة فى الانسان و حاولت بقدر المستطاع و بشكل بسيط ان اشرح كل نقطة و كيف يمكننا ان نراها و نطبقها فى حياتنا العملية و فى الاشخاص الموجودين فى حياتنا

 

و كما تحدثنا عن الجوانب السيئة فى الانسان يجب علينا ان نتحدث عن الجوانب الايجابية و الجميلة ايضا و هو الوجه الاخر للعمله و هو الوجه الطيب و هو وجه الخير و الحب و العطاء

 

 

كما بدأنا حديثنا بكلمات السيد المسيح سننهى حديثنا ايضا بكلام السيد المسيح و نرى ما قاله عن الحب و العطاء

 

لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ

 

و هنا نجد ان معنى الحب و تجسيده الكامل موجود فى العطاء فعندما تعطى فأنت تحب و عندما تعطى فأنت مخلص و وفياً و عندما تعطى فأنت كريم و ليس بخيل و عندما تعطى فأنت ليس انانى و تحب الاخريين و عندما تعطى فأنت تمتلك كامل الثقة بنفسك و عندما تعطى فأنت لطيفا و حنونا و لا تحب العنف

 

صفة العطاء هى عكس كل صفات الانسان الشريرة

العطاء هو الوفاء و الوفاء عكس الخيانة

العطاء هو الكرم و الكرم عكس البخل

العطاء هو حب الاخريين و حب الاخر هو عكس الانانية

العطاء هو الثقة بالنفس و الثقة بالنفس ليس بها غيرة من الاخريين

العطاء هو المودة و الحنان و المودة و الحنان عكس العنف و العدوانية

 

نحب و نعطى و نعطى فنصبح محبين

و المحبين دائماً يعطون و المعطين دائماً يفكرون بالاخريين و يتقاسمون ما لديهم من مال و علم و سعادة مع الاخريين

 

 

العطاء و الحب هو مثل ارصدتنا فى البنوك و سنشرح هذا و سيكون الختام

انت عندما تحب و تعطى إلى شخص اخر فأنت تضع رصيد من الحب و العطاء عند هذا الشخص و كلما احببته و كلما اعطيته زاد رصيدك فى بنك الاخر و هذا الاخر يجب عليه ايضا ان يحب و يعطيك و يضع رصيدا من الحب و العطاء عندك و هكذا

 

عندما تحدث المشاكل و الازمات بيننا و بين الاخريين اللذين نحبهم فيحدث اننا نقوم بسحب بعض من الرصيد الخاص بنا الموجود عند الاخر و كيف يحدث هذا

 

تخيل مثلا ان لك رصيداً من الحب و العطاء عند احد الاصدقاء و فى احدى المرات قمت بالتخلى عن هذا الصديق فى احدى ازماته الصحية مثلاً و فى هذه الحالة ينتهى جزء من رصيدك عند هذا الصديق و العكس صحيح

 

يمكنك فى مرة اخرى ان تعود و تزيد من رصيدك و نحاول دائماً و فى كل الاقات ان لا نسحب كل رصيدنا من الحب الموجود لنا فى نفوس الاخريين , نحاول دائماً ان نسحب من الرصيد و نعود ايضا لنضع المزيد من الرصيد و كلما زاد رصيدك زادت غلاوتك و زادت محبتك عند الاخريين

 

هكذا هى علاقة الحب و العطاء بيننا و بين الاخريين هى مثل الرصيد فى البنك

لا نسحب كل رصيدنا بغبائنا و حماقتنا و افعالنا الشريرة

نعود و نحاول بائ شكل او طريقة ان نزيد الرصيد قبل ان ينفذ تماماً و تعلن حالة الافلاس التام

فكر دائماً فى رصيدك من الحب و العطاء عن الاخريين فهذا الرصيد هو الذى يتحكم فى علاقاتك مع هذا العالم و مع كل البشر من حولك

 

 

 مدحت ملاك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Categories: سياسة | Leave a comment

Post navigation

Leave a comment

Create a free website or blog at WordPress.com.